عصر الحكمة APP
يدعو الكاتب للعودة إلى الأخلاق الإنسانية النابعة من ذواتنا، لا تلك القادمة من الخارج. فطبيعتنا الإنسانية خَيِّرة، والثقافة هى التى أفسدتها.
الإنسان يأتى إلى الدنيا مزوداً بأساس بيولوجى أخلاقى متين. فمبدأ "البقاء للأصلح" قد تطور إلى "البقاء للأفضل خلقاً" قبل الحضارة التى نعرفها بزمنٍ طويل. ولكن بعض البشر أرادت البقاء على حساب غيرها من البشر، فارتدت من الأخلاق إلى القوة وفرضت ذلك على الجميع.
لقد فقدنا أخلاقنا، ثم خرجنا نبحث عنها، فلم نجد إلا بضاعة زائفة تتستر برداء دينى أو أيديولوجى. والنتيجة هى وباء التعثر أو التوازن الزائف أو العصاب الجماعى أو نصف الجنون.
إن المخلوق العاقل الذى فقد نصف عقله يوم فقد أخلاقه يبدو سعيداً بنصف عقله الآخر الذى مازال سليماً. ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر طويلاً، فالقدرات العقلية والبدنية الهائلة التى وُهِبَتْ للإنسان لا يمكن فصلها عن تطوره الاخلاقى. وإذا ما استمر الإنسان فى التلاعب بالأخلاق فإنه سوف يستعمل نفس القدرات فى تدمير نفسه وتدمير الطبيعة. هذه الكارثة لا يمكن منعها إلا بعودة